كان بحسب ما توسل إليه (١)، وقد جاء في بعض الأحاديث في ثاني رتبة من الإيمان في قوله:«إيمانٌ بالله، وجهاد في سبيله»(٢)، والله أعلم.
الثامن: أوقع -عليه الصلاة والسلام- البر ثانيا بعد الصلاة؛ كما جاء ثانيا في قوله تعالى:{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[النساء: ٣٦]، وفي قوله تعالى:{أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ}[لقمان: ١٤].
التاسع: قوله: «ثم أيُّ»، ينبغي أو يتعين أن لا ينون؛ لأنه موقوف عليه في كلام السائل ينتظر الجواب منه -عليه الصلاة والسلام-، والتنوين لا يوقف عليه إجماعا، وإنما نبهت على هذا، وإن كان ظاهرا؛ لأني رأيت كثيرا من المحدثين، أو الأكثر ممن رأيته (٣) ينونه، ويصله بما بعده، وهو خطأ -على ما تقرر-، بل ينبغي أن يقف عليه وقفة لطيفة، ثم يأتي بما بعده، والله أعلم (٤).
العاشر: قوله: «حدثني بهنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -»: كأنه تأكيد وتقرير
(١) انظر: شرح عمدة الأحكام لابن دقيق (١/ ١٣٢ - ١٣٣). (٢) رواه البخاري (٢٣٨٢)، كتاب: العتق، باب: أي الرقاب أفضل، من حديث أبي ذر - رضي الله عنه -. (٣) في (ق): " «رأيت». (٤) قلت: لكن يرد عليه قول ابن الخشاب النحوي الجزم بتنوينه؛ لأنه معرب غير مضاف. كما حكاه ابن الجوزي في مشكل الصحيحين (١/ ٢٩٢).