بل لا يزيد العينَ إلا قبحًا، إلا عندَ الاضطرار؛ كما تقدم.
وقد حكى الباجيُّ نحوَه عن مالك، كان فيه طيبٌ أو لم يكن (١)، كان فيه سوادٌ أو خضرةٌ، قال:[و] إن اضطُرَّتْ (٢) إلى ذلك (٣).
وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "و (٤) لا تمس طيبًا" إلى آخره.
فيه: تحريمُ الطيب على الحادِّ إلا ما استُثني من النُّبْذَة، وهي بضم النون بعدها الموحدة ساكنة وبالذال المعجمة: القطعةُ، والشيء (٥) اليسيرُ، وأدخل فيه الهاء؛ لأنه بمعنى القطعة، وظاهرُه (٦): البخورُ بها (٧).
وقال الداودي: معناه: أن تسحق القسطَ، وتلقيه في الماء آخرَ غسلها (٨)، ليذهب برائحة الحيض؛ كما قال -عليه الصلاة والسلام- للمستحاضة:"خُذِي فِرْصَةً مُمَسَّكَةً (٩)، فَتَتَبَّعِي بِهَا أثَرَ الدَّمِ"(١٠).
(١) في "ت": "أم لا". (٢) في "ز": "اضطربت". (٣) انظر: "المنتقى" للباجي (٥/ ٤٧٦). وانظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٥/ ٦٩). (٤) الواو ليست في "ز". (٥) "الشيء" ليس في "خ". (٦) في "ز": "وظاهر"، وفي "ت": "وطاهر". (٧) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٥/ ٧٤). (٨) في "ز": "غسلهما". (٩) في "ت": "مسك". (١٠) تقدم تخريجه.