قالوا: والسرُّ في كونها على هذا (٢) المقدار: أنه (٣) -صلى اللَّه عليه وسلم- أقام يُوحَى إليه (٤) ثلاثة وعشرون عامًا، عشرةً (٥) بالمدينة، وثلاثةَ عشرَ (٦) بمكة، وكان قبلَ ذلك بستة أشهر يرى في المنام ما يُلقيه إليه المَلَكُ -عليهما الصلاة والسلام-، وذلك نصفَ (٧) سنة، ونصفُ سنة من ثلاثة وعشرين سنة؛ جزءٌ من ستة وأربعين جزءًا.
قلت: وقد قيل في ذلك وجهٌ آخر، تلخيص معناه (٨): أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خُصَّ بضُروب من العلم دون الخليقة، فيكون المراد: أن المنامات نسبتُها مما حصل له، ومُيِّزَ به جزءٌ من ستة وأربعين جزءًا، واللَّه أعلم.
* * *
(١) رواه البخاري (٦٥٨٢)، كتاب: التعبير، باب: رؤيا الصالحين، ومسلم (٢٢٦٤)، في أول الكتاب: الرؤيا، من حديث أنس -رضي اللَّه عنه-. وانظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٣/ ٥١). (٢) في "ز": "هذه". (٣) في "ز": "لأنه". (٤) في "ز": "أوحي إليه" بدل "أقام يوحى إليه". (٥) "عشرة" ليست في "ت". (٦) في "ت": "وعشرين" وهو خطأ. (٧) "نصف" ليس في "ت". (٨) في "ت": "تلخيصه".