الذي تُوفي فيه، فحُفر له، وأُلحد له، وجُعل على لحده بعد وضعه فيه تسعُ (١) لَبِنات، وفُرش له قَطيفة تحته كان يتغطى بها.
ع: وروي أن الذي ألقاها في القبر شُقْرانُ مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان يلبسها، ويفترشها، فقال شقران: واللَّهِ لا يلبسكِ (٢) أحدٌ بعدَه أبدًا.
ولا خلافَ أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- غُسِّل.
واختُلف في الصلاة عليه، فقيل: لم يُصَلَّ عليه جملةً، وإنما كان الناسُ (٣) يدخلون أرسالًا أرسالًا، فيدعون، وينصرفون.
ع: واختُلف في تعليل ذلك، فقيل: لفضله، وأنه غيرُ محتاج لذلك؛ كالشهيد، وهذا ينكسر بغسلِه.
وقيل: بل لأنه لم يكن ثمَّ إمامٌ، وهذا خطأ؛ فإن إمامة الفرائض لم تتعطل، ولأن البَيْعة تمت لأبي بكر قبلَ دفنه، وهو إمامُ الناس.
وقيل: بل صُلِّي عليه أفذاذًا، فوجٌ بعدَ فوج؛ ليأخذ كلُّ واحد منهم نصيبه من بركة الصلاة.
وقد جاء في بعض الآثار في وفاته: أنه صُلِّي عليه (٤) بصلاة جبريل، وهذه العلة المذكورة في عموم بركته هي إحدى العلل في تأخير دفنه من يوم وفاته (٥).
وقد تقدم تعليل تأخير دفنه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وشرف وكرم.
(١) في "ت": "سبع". (٢) في "ت": "يَليكِ" بدل "يلبسك". (٣) في "ت": "كانوا" بدل "كان الناس". (٤) في "ت": "صلى اللَّه عليه وسلم" بدل "صُلِّي عليه". (٥) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٣/ ٤٣٦).