الأول: قد (١) تقدم أنه يقال: جَنَازة، وجِنَازة -بالفتح وبالكسر- بمعنى (٢)، وأما من قال بالفتح: للميت، وبالكسر: للنعش، فيتعين عنده هنا الفتحُ، فإن المقصودَ هنا بالإسراع: الميتُ، لا النعش.
الثاني: فيه: الأمرُ بالإسراع بالجنازة، وهو السنَّة المعمول بها، والحكمةُ في ذلك: ما ذُكر (٣) في الحديث، لكن للإسراع شرطان:
أحدهما: القطعُ بموته، على ما تقدم.
والثاني: أن لا يُخاف من شدة (٤) الإسراع حدوثُ مفسدة بالميت؛ من انفجار، ونحوه، وقد جعل اللَّه لكل شيء قَدْرًا، وهذا كلُّه إذا قلنا: إن الإسراع راجعٌ إلى المشي بالجنازة، وهو الذي عليه الجمهور، وإلا، فقد نقل ع عن بعضهم: أن المراد: الإسراع بتجهيزها إذا تحقق موتُها (٥).
ح: وهذا قول باطل مردود؛ لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فشرٌّ تضعونَه عن رقابكم"(٦).
= و"كشف اللثام" للسفاريني (٣/ ٣٥١)، و"سبل السلام" للصنعاني (٢/ ١٠٥)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (٤/ ١١٤). (١) "قد" ليس في "ق". (٢) في "خ": "معنى". (٣) في "ت": "ما ذكره". (٤) "شدة" ليس في "ت". (٥) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٣/ ٤٠١). (٦) انظر: "شرح مسلم" للنووي (٧/ ١٣).