كلُّهم على خلافه؛ فإنها بكرة (١)؛ كصلاة العيدين (٢).
قلت: انظر قوله: والناس كلُّهم على خلافه (٣)، وقد تقدم قريبًا نقلُ الخلاف في ذلك عن ابن شعبان، وغيره.
ح: قال جماعة من أصحابنا، وغيرهم: السنَّةُ في كلِّ دعاء لرفع بلاء؛ كالقحط، ونحوه (٤): أن يرفع يديه، ويجعل أَظْهُر (٥) كفيه إلى السماء، وإذا دعا لسؤال شيء وتحصيلِه، جعل بطنَ كفِّه (٦) إلى السماء، واحتجوا بهذا الحديث؛ يعني: أن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- استسقى، فأشار بظهرِ كَفَّيه إلى السماء (٧).
وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "اللهمَّ أغثنا، ثلاثًا" فيه: استحبابُ تكرارِ الدعاء ثلاثًا، وقد جاء فى بعض الأحاديث:"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُلِحِّينَ في الدُّعَاءِ"(٨)، فعلى هذا لا ينبغي الاقتصارُ على مرة
(١) في "خ" و"ق": "تكره"، والتصويب من المطبوع من "إكمال المعلم". (٢) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٣/ ٣١٩). (٣) "فإنها بكرة؛ كصلاة العيدين. قلت: انظر قوله: والناس كلهم على خلافه، " ليس في "ت". (٤) في "ت": "وغيره". (٥) في "ق" و"ت": "ظهر". (٦) في "ت": "كفيه". (٧) انظر: "شرح مسلم" للنووي (٦/ ١٩٠). (٨) رواه الطبراني في "الدعاء" (٢٠)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (١٠٦٩)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (١١٠٨)، وغيرهم من حديث =