فإن قلت: ما وجهُ اختصاص الحمار، والمرأة، والكلب بهذا الحكم؟
قلت: أما الكلب: فقد جاء أن الشياطين كثيرًا ما يتصورون في صورة الكلاب (١)؛ ولأن الملائكة لا تحضر موضعَه، وجاء -أيضًا- أن:"الكلب الأسود شيطان"(٢).
وأما الحمار: فقد جاء -أيضًا- من اختصاص الشيطان بالحمار في قصة السفينة وتعلُّقه به، وأن نهاقه عندَ رؤيته.
وأما المرأة: فقد يقال فيها -أيضًا- هذا المعنى؛ لأنها تُقْبِل في صورة شيطان، وتُدْبِر في صورة شيطان، وأنها من مصائد الشيطان وحبائِلِه، ويؤكد هذا التأويل، ويشهد له قوله (٣): "لَا تُصَلُّوا في مَبَارِكِ الإِبِلِ؛ فَإِنَّهَا مِنَ الشَّيَاطِينِ"(٤)، هذا معنى كلام ع، وأكثرُ لفظه.
قال: وقد يقال: إن هذا كلَّه للخبث (٥) والنجاسةِ المختصةِ بالشيطان، فإنه -عليه الصلاة والسلام- قال: "إِنَّهُ خَبِيثٌ مخبثٌ
(١) في "خ": "الكلب". (٢) رواه مسلم (٥١٥)، كتاب: الصلاة، باب: قدر ما يستر المصلي، من حديث أبي ذر -رضي اللَّه عنه-. (٣) "قوله" ليس في "ق". (٤) رواه أبو داود (١٨٤)، كتاب: الطهارة، باب: الوضوء من لحوم الإبل، والإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٢٨٨)، وغيرهما من حديث البراء بن عازب -رضي اللَّه عنهما-. (٥) في "ق": "الخبث".