قال الحافظ: وأخرج أحمد وغيره من طريق عَبْس ويقال عابس الغفاري أنّه قال: يا طاعون خذني، فقال له عُليم الكندي: لم تقول هذا؟ ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا يتمنينّ أحدكم الموت" فقال: إني سمعته يقول: فذكره، الحديث، وأخرج أحمد أيضاً من حديث عوف بن مالك نحوه، وأنّه قيل له: ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما عُمِّرَ المسلم كان خيرا له" الحديث وفيه الجواب نحوه" (٢)
صحيح
وله عن عابس الغفاري طريقان:
الأول: يرويه زاذان أبو عمر الكندي واختلف عنه:
- فرواه شريك بن عبد الله القاضي عن عثمان بن عمير أبي اليقظان عن زاذان أبي عمر عن عليم الكندي قال: كنا (٣) جلوسا على سطح، معنا رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - (قال يزيد بن هارون: لا أعلمه إلا عبسا الغفاري (٤)) والناس يخرجون (٥) في الطاعون (٦)، فقال عبس: يا طاعون خذني، ثلاثاً يقولها، فقال له عليم (٧)، لم تقول هذا؟ ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا يتمنى (٨) أحدكم الموت، فإنه عند إنقطاع عمله، ولا يرد فيستعتب"؟ فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "بادروا بالموت ستاً (٩): إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفافا بالدم، وقطيعة الرحم، ونشوا (١٠) يتخذون القرآن مزامير،
(١) ٣/ ٣٤٣ (كتاب الصلاة- أبواب السهو- باب يكبر في سجدتي السهو) (٢) ١٢/ ٢٣٢ (كتاب المرضى- باب تمني المريض الموت). (٣) ولفظ ابن عبد البر "كنت مع عبس الغفاري على سطح له، فرأى قوما يتحملون من الطاعون، فقال". (٤) وعند الحارث "ولا أعلمه إلا قال: عبس الغفاري" (٥) لفظ الطبراني "يترحلون" ولفظ التمهيد "يتحملون من" (٦) زاد الطبراني "فقال: ما لهم؟ قالوا: يفرون من الطاعون" (٧) وعند الطبراني "فقال له ابن عم له" (٨) وفي لفظ "يتمنين" (٩) لفظ الطبراني "تمنوا الموت عند خصال ست" (١٠) ولفظ الحارث والطبراني "نَشْو"