باب فضل قول الله تعالى:{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا}[آل عمران: ١٦٩]
٦٥٤ - (٥٤٤٨) قال الحافظ: روى الترمذي من حديث جابر أيضاً أنَّ الله لما كلم والد جابر وتمنى أن يرجع إلى الدنيا ثم قال: يا ربِّ بلغ من ورائي فأنزل الله {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا}[آل عمران: ١٦٩] الآية" (١)
تقدم الكلام عليه في المجموعة الأولى في حرف الهمزة فانظر حديث "ألا أخبرك ما قال الله لأبيك؟ ".
[باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا]
٦٥٥ - (٥٤٤٩) قال الحافظ: ولمسلم من حديث ابن مسعود رفعه في الشهداء قال: "فاطلع عليهم ربك اطلاعة فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: نريد أن تردَّ أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى" (٢).
أخرجه مسلم (١٨٨٧) من طريق مسروق قال: سألنا ابن مسعود عن هذه الآية {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩)} [آل عمران: ١٦٩] قال: أما إنا قد سألنا عن ذلك، فقال: "أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديلُ معلقةٌ بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: أيَّ شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا، ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا ربِّ! نريد أن تردَّ أرواحَنَا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجةٌ تُركوا".
٦٥٦ - (٥٤٥٠) قال الحافظ: ولابن أبي شيبة من مرسل سعيد بن جبير أنَّ المخاطب بذلك حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير" (٣)