والخير بيديك، والرغباء إليك والعمل» (١)، وزاد أنس ﵁:«لبيك حقًّا حقًّا، تعبدًّا ورِقًّا»(٢)، وسمعهم النبي ﷺ فلم ينكر.
ولا تستحب الزيادة؛ لاقتصار النبي ﷺ عليها، قال جابر ﵁:«وأهل الناس بهذا الذي يهلون، ولزم رسول الله ﷺ تلبيته» رواه مسلم (٣).
ويستحب أن يُصلِّيَ على النبي ﷺ بعدها؛ لأنه موضع شرع فيه ذكر الله تعالى، فشرع فيه ذكر رسوله كالأذان.
ثم يسأل الله الجنة ويستعيذ به من النار.
ويستحب ذكر إحرامه في تلبيته؛ لقول أنس ﵁: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لبيك عمرةً وحجًّا» متفق عليه (٤).
[١٠٢٤/ ١٧] مسألة: (ويستحب رفع الصوت بها)؛ لما روي عن النبي ﷺ أنه قال:«أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال»(٥) حديثٌ صحيحٌ، ولا يجهد نفسه في ذلك؛ لأن لا
(١) أي عبد الله بن عمر ﵁، وصفة التلبية التي ذكرها المصنف في صحيح مسلم (١١٨٤) ٢/ ٨٤١. (٢) أخرجه البزار في مسنده ١٣/ ٢٦٦ عن النضر بن شميل قال حدثنا هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أخيه يحيى بن سيرين، عن أنس ﵁ مرفوعًا وقال: «ولم يسنده حماد وأسنده النضر بن شميل، ولم يحدث يحيى بن سيرين، عن أنس إلا بهذا الحديث»، وأشار إلى ضعفه الدارقطني في أطرف الغرائب ٢/ ١٣، وضعفه الخطيب في الوصل للفصل المدرج ٢/ ٩١٩، وقال ابن حجر في التلخيص ٢/ ٢٤٠: «وذكر الدارقطني في العلل الاختلاف فيه، وساقه بسنده مرفوعًا، ورجح وقفه». ينظر: البدر المنير ٦/ ١٦٣. (٣) سبق تخريجه في المسألة [١٠٠٨/ ١]. (٤) صحيح البخاري (١٤٧٦) ٢/ ٥٦٢ بنحوه، وصحيح مسلم (١٢٣٢) ٢/ ٩٠٥. (٥) أخرجه أحمد في مسنده من حديث الخلاد بن السائب الأنصاري ﵁ (١٦٦١٧) ٤/ ٥٦، وأبو داود في سننه (١٨١٤) ٢/ ١٦٢، والترمذي في جامعه (٨٢٩) ٣/ ١٩١، وابن ماجه في سننه (٢٩٢٢) ٢/ ٩٧٥، والنسائي في سننه (٢٧٥٣) ٥/ ١٦٢، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»، وصححه ابن خزيمة في صحيحه ٥/ ١٧٣.