لا يَملكُ طاسةً ولا غيرَها، ومهما فَضَلَ عن مَصلَحَتِه الضَّروريّةِ ممّا يُفْتَحُ عليه يَتَصدَّقُ به، ولا يَدَّخِرُ شيئًا. وحَضَرَ جِنازتَهُ جَمْعٌ كبيرٌ، وحُمِلَ على الأعْناق. وحَمَلَهُ من باب التُّربةِ إلى القَبْرِ المَسْعودِيُّ، والمَطْرُوحِيُّ، وغيرُهُما.
ومَولدُهُ في الخامس والعشرينَ من شَوّال سنةَ ثلاثينَ وستِّ مئة بدمشقَ.
رَوَى لنا عن السَّخاوِيِّ، وابنِ الصَّلاح، والصَّرِيفِينيِّ، وجماعةٍ قِطعةً من "صحيح مسلم". وكَتبَ عنهُ الشَّيخُ جمالُ الدِّينِ ابنُ الصَّابونيِّ من نَظْمِه، ونَسَخَ بخطِّه نحوَ خمسينَ مُجلَّدًا ووَقَفَها. ومن جُملَتِها "جامعُ الأصول" لابنِ الأثير، و"الفُتُوحاتُ المَكِّيّة" لشَيخِهِ الشَّيخ مُحْيي الدِّينِ ابنِ العربيِّ، وغيرُ ذلك من تواليفِه. وكانَ يُعظِّمُهُ تَعظِيمًا كثيرًا، ويُلازِمُ زيارة قَبْرِه كلَّ جُمُعة (١).
١٣٤٢ - في يوم الأربعاءِ خامسِ شَوّال تُوفِّي الشَّيخُ الأصيلُ الصّالحُ سَيْفُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ بَلاشُو (٣) بنُ عيسى بنِ مُحمدِ بنِ عيسى بنِ بَلاشُو
(١) قال الإمام الذهبي في تاريخ الإسلام: "والظن به أنه لم يقف على حقيقة مذهبه، بل كان ينتفع بظاهر كلامه، ويقف عن متشابهه، لأنه لم يحفظ عنه ما يشينه في دينه من قول ولا فعل، بل كان عبدًا قانتًا لله، صاحب أوراد وتهجد، وخوف، واتباع للأثر، وصدق في الطلب، وتعظيم لحرمات الله، لم يدخل في تخبيطات ابن العربي، ولا دعا إليها، وكان عليه نور الإسلام وضوء السنة، - رضي الله عنه - … وكان شيخنا ابن تيمية يعظمه ويبالغ". (٢) تاريخ الإسلام ١٥/ ٤٣١. قال: "ولم يكن أهلًا لذلك". (٣) ترجمته في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٦٣١.