= فهل المذكور هنا شافعي أو حنبلي؟ والذي يفهم من كلام المتقدمين أنه يفتي في المذهبين، فقد نقل الحافظ السخاوي عن المحب الطبري أنه وصفه بـ"طاووس الحرمين، مفتي الطائفتين، ونجيب الطبقتين، الفقيه الإمام الرباني الحبر المحدث الوحداني". وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان: "ذكره ابن مسدي في معجمه -وثلبه كعادته في أمثاله- وقال: "لم يكن بالحافظ وحدث عن غير أصول، ثم أظهر التحلي بالتخلي، وأشار إلى التجلي، وله في كل مقام مقال، ودعوى لا تقال، لقيتة بمكة وأنست به لظاهره، فلم يتفق خبره ومخبره، قال: إنْ قلتُ في اللَّفظِ هذا النُّطقُ يَجْحَدُهُ … أو قلتَ في الأُذْنِ لم أسْمَعْ لهُ خَبَرا أو قلتَ في العَيْنِ قال الطَّرْفُ لم أرَهُ … أو قلتَ في القَلْبِ قال القَلْبُ ما خَطَرا وقد تَحَيَّرْتُ في أمْرِي وأعْجَبَهُ … أنْ ليَسَ أسْمَعُ إلا عنهُمُ وأرَى قلت: وهذا نفس صوفي فلسفي، وهو عجيب من حنبلي". ونقل الحافظ السخاوي -عن الميورقي- أن الفقهاء أخرجوه من مكة في جمادى سنة ثلاث وستين، ولم يبين سببه، ولقبه الميورقي بطاووس الحرم. قال السخاوي: "وتعقبه ابن خطيب الناصرية بقوله: وكلام من أثنى عليه سيما وابن مسدي متكلم فيه أيضًا، وهو متوجه للتكلم في جماعة وثلبهم عفا الله عنهم". أقول -وعلى الله أعتمد-: وأخباره كثيرة وما ذكرنا فيه كفاية. (١) ترجمته في: صلة التكملة ٢/ ٥٧٨ (١٠٥٩)، ومعجم الدمياطي ٢/ ورقة ١٠١، وتاريخ الإسلام ١٥/ ١٤٤، وذيل التقييد ٢/ ٢٠١. (٢) هكذا في الأصل، وفي الصلة للحسيني وتاريخ الإسلام: "حازم".