بعدَ والدِهِ مثلُهُ. ومَمْلَكَتُهُ مُتَّسِعة، وعساكِر جَمّةٌ، وأموالُهُ غزيرةٌ، وكلِمَتُهُ في جُنْدِهِ معَ كثرتِهم مسموعةٌ، ولهُ رأيٌ وحَزْمٌ وتَدبيرٌ. ولمّا تَوجَّهَ أخوهُ مَنْكُوتَمر إلى الشّام بالعَساكِر، لم يكُنْ ذلكَ عن رَأيِه، بل أُشِيرَ عليه به فوافقَ. ونَزلَ في ذلكَ الوقتِ بالقربِ من الرَّحْبةِ في جماعةٍ من خَواصِّهِ المُغْلِ يَنتظِرُ ما يكُونُ. فلمّا تَحَقَّقَ الكسرةَ رَجعَ على عَقِبِه، وماتَ غَمًّا وكَمَدًا.
٨٤٧ - وفيها تُوفِّي نَجْمُ الدِّينِ أحمدُ (١) ابنُ شمْسِ الدِّينِ عليِّ ابنِ المُظَفَّرِ الحِلِّيّ التّاجر في أواخرِ رَمَضانَ أو أوائلِ شوّالٍ بالقاهرة.