وخَرَجَ السُّلطانُ منَ القلعةِ يومَ الأحدِ سابعَ عَشَرَ ربيع الآخِر، وتَوَجَّهَ إلى الكركِ ليلةَ الثُّلاثاءِ تاسعَ عَشَرِه، فوَصَلَها في الخامس والعشرينَ منه (١).
٦٨٢ - وفي يوم الجُمُعةِ الرّابع والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الأميرُ ناصِرُ الدِّينِ بَلَبانُ (٢) النَّوْفَلِيُّ العَزِيزِيُّ، من أُمراءِ دمشقَ، وكانَ موتُهُ بحلبَ، وكانَ صُحْبةَ العَسكرِ بسِيْسَ، فلمّا عادَ إلى حلبَ تَمرَّضَ وماتَ بها، وهُو في عَشْرِ السَّبعين.
وكانَ من أعيانِ العَزِيزيّة، وافرَ الدِّيانة، كثيرَ البِرِّ والخَيْر، عندَهُ حِشْمةٌ، ورِئاسةٌ، ولينُ جانب، وحُسْنُ عِشْرة، وتواضُعٌ، ومَحَبّةٌ في الفُقراءِ والعُلماء. والعَزِيزِيُّ: نسبةٌ إلى العَزيزِ ابنِ الظّاهرِ ابنِ صلاح الدِّينِ صاحبِ حلبَ.
٦٨٣ - وفي الرّابع والعشرينَ من ربيع الأوّل تُوفِّي الأميرُ سَيْفُ الدِّينِ قلاجَا (٣) الرُّكْنيُّ، بحلبَ، وكانَ توجَّهَ صُحْبةَ العَسكرِ إلى سِيْسَ، فماتَ بحلبَ في عَوْدِه.
وهُو أحدُ أُمراءِ دمشقَ، وقد نَيَّفَ على أربعينَ سنةً. وهُو خُشْداشُ علاءِ الدِّينِ الرُّكْنيُّ الضَّريرُ مُتولِّي القدس.