سَيْف الدِّين طُغاي من صَفَد وأنَّ ذلكَ وقعَ في يوم السَّبْت ثامن الشَّهْر المَذْكور، وحُمِلَ إلى الدِّيار المِصْرية، ومُسِكَ أيضًا بالدِّيارِ المِصْرية جماعة من أصحابه (١).
• - ونُقِلَ الأميرُ سَيْفُ الدِّين أرقطاي من نِيابة حِمْص إلى نيابة صَفَد. ووَلِيَ النِّيابةَ بحِمْص الأميرُ بَدْرُ الدِّين القَرَمانيّ.
ونُقِلَ عزّ الدِّين النّائب بقَلْعة دمشق إلى نِيابة الكَرَك، وعُوِّض عنه بقَلْعة دمشق الأمير سَيْف الدِّين بهادُر الشَمْسيّ (٢).
٤٠٥٥ - وفي شَهْر جُمادى الأولى في النِّصف الثاني منه قُتِلَ رشيدُ الدَّولة أبو الفَضْل فَضْلُ الله (٣) بنُ أبي الخَيْر بن عالي الهَمَذانيُّ، المَشْهور برشيد الطَّبيب.
وكانَ بعد موت خَرْبَنْدا قد عُزِلَ من وظائفه ومَنَاصبه ودارَى بجُمْلةٍ كثيرةٍ من الأموال، ثم إنّه نُسِبَ إلى أنّه سَقَى خَرْبَنْدا السُّمَّ، فطُلِبَ على البَرِيد إلى المدينةِ السُّلْطانية، وأُحضِرَ بين يدي جُوبان، وقيل له: أنتَ قتلتَ المَلِك. فقال: كيفَ أفعل ذلك، وأنا كنتُ رَجُلًا يَهُوديًّا عَطّارًا طَبِيبًا، ضعيفًا بينَ النّاس، فصرْتُ في أيامه وأيام أخيه مُتَصَرِّفًا في أموال المَمْلكة، ولا يَتَصرّف النُّوّاب والأُمراءُ في شيءٍ إلّا بأمري، وحَصَّلتُ في أيامهما من الأموال والجَوَاهر والأملاك ما لا يُحْصَى، فأحْضِرَ الطبيب الجلال بن الحزاز طبيب خَرْبَنْدا، فسألوه عن موت خَرْبَنْدا وقالوا له: أنتَ قتلتَهُ. فقال: إنَّ الملكَ أصابتهُ هَيْضة قويّة، فأسهلَ بسببها نحو ثلاث مئة مَجْلس، وتقيّأ قيْئًا كثيرًا، فطَلَبني وعَرَض عليَّ