سَمِعَ معَنا كثيرًا لمّا قَدِمَ الشَّيخ جمال الدِّين بن الظّاهريّ لتسميع وَلَدِه فَخْر الدِّين وكانَ يخدمُه ويواظبُه.
٣٩٨٨ - وفي ليلة الخَمِيس الثاني عَشَر من شَعْبان تُوفِّي الفقيهُ الفاضل شَمْسُ الدِّين محمدُ (١) ابنُ النَّجْم إبراهيم بن عُثمان بن عليّ بن اللَّبّان الشافعيُّ، وصُلِّي عليه من الغَد بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابر الباب الصَّغير.
٣٩٨٩ - وفي حادي عَشَر شَعْبان تُوفِّي القاضي عمادُ الدِّين مُحمدُ (٢) بنُ محمدِ بن يعقوب الأنصاريُّ المِصْريُّ الكاتبُ، المَعْروف بالنُّوَيْريِّ، بطرابُلُس، ودُفِنَ بها، وكان يومئذٍ صاحب ديوانها.
كانَ من أجودِ النّاسِ طِباعًا، ويَحْفظ الكتاب العزيز، وهو كثيرُ التِّلاوة له، ويَصُوم الخَمِيس دائمًا، وله حُسْن عقيدة في الفُقَراء، وعنده بِرٌّ كثيرٌ وصَدَقةٌ، وخدم في الأنظار الكِبار بمصرَ والشام، تَولَّى نَظَرَ المَرْج والغُوطة والإقليم، ونُقِلَ منه إلى صَحابة الدِّيوان بدمشقَ وإلى نَظَرِ صَفَد، ومن صَفَد إلى الكَرَك مدّةً طويلة، وأُعيدَ إلى صَفَد، وآخر وَقْت وَلِيَ صحابة دِيوان طرابُلُس. وكانَ كريمًا مُتواضعًا لا يدَّخِر شيئًا، كثيرَ النَّفقات، وماتَ في عَشْر الثمانين، رحمهُ الله.
ضبطَهُ وذكرَ ذلك من أمرِه الشَّيخُ شَمْس الدِّين الجَزَريّ المؤرِّخ.
(١) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب. (٢) ترجمته في: نهاية الأرب ٣٢/ ٢٧٨، وأعيان العصر ٥/ ١٩٤، والسلوك ٢/ ٥٢٩، والدرر الكامنة ٥/ ٥١٣، وهو ابن خال الشهاب النويري صاحب نهاية الأرب.