٣٣٥٧ - وفي الثالث والعِشْرين من جُمادى الآخرة تُوفِّي الأميرُ خَضِرُ (١) ابنُ الإمام المُسْتَكفي بالله أمير المؤمنين، بالكَبْش، ودُفِنَ بالتَّربة المُظَفَّرية جوار السَّيِّدة نَفِيسة - رضي الله عنها -. وكان وليَّ العَهْد.
٣٣٥٨ - وفي بُكْرة يوم الأحد الثامن والعِشْرين من جُمادى الآخرة تُوفِّي القاضي بدرُ الدِّين أبو البَرَكات عبدُ اللَّطيف (٢) ابن قاضي القُضاة تَقِيّ الدِّين مُحمد بن الحُسَين بن رَزِين الحَمَويُّ الشّافعيُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ من يومِه عند والدِه بالقَرَافة، وصَلَّينا عليه بدمشق يوم الجُمُعة ثامن عَشَر رَجَب.
وكانَ مولدُه بدمشقَ سنة تسع وأربعين وست مئة.
وكانَ فقيهًا كبيرًا، وصَدْرًا رئيسًا، تولَّى الإعادة لوالدِه وهو ابن عِشْرين سنة، وأفتى، ونابَ عنه في الحُكْم بالقاهرة وقَلْيوب، ووَلِيَ قضاءَ العَساكر المِصْرية في حياة والدِه، واستمرَّ على ذلك إلى حين موتِه أكثر من ثلاثين سنة، ودَرَّس بالمَدْرسة الظاهرية، والمَدْرسة السَّيْفية، والأشرَفية، وخطبَ بالجامع الأزهر، وكان يذكر الدُّروس من التَّفْسير، والحديث، والفقه، والأصول.
ورَوَى الحَديثَ عن عثمان ابن خَطيبِ القَرَافة، وسَمِعَ من جماعة بدمشقَ والقاهرة، وكان له اعتناءٌ بالحَديث والرِّواية.
ووَلِيَ عِوَضه في قضاء العَسْكر القاضي جمال الدِّين الأذْرِعي مُضافًا إلى قضاء القُضاة بالدِّيارِ المِصْرية.