٣٠٤١ - وفي بُكْرة يوم الأربعاء ثامن شَوّال تُوفِّي خَطيبُ دمشق الشَّيخُ الإمامُ الزّاهدُ شَمْسُ الدِّين مُحمدُ (١) ابنُ الشَّيخ أحمد بن عُثمان الخِلاطيُّ، إمامُ الكَلّاسة، بدارِ الخَطابة فجاءةً واشتُهِرَ موتُه، وحَضَرَ النّاسُ وامتلأ الجامع، وأُخْرِجَ وصُلِّي عليه على باب الخَطابة، وحُمِلَ على رؤوس النّاس، وصُلِّي عليه بسُوق الخَيْل مرّةً ثانيةً، وحَضرَ نائبُ السَّلْطنة، وغُلِّقت الأسواق، وشَيَّعهُ الجمُّ الغفيرُ إلى عند قَبْر والده بسَفْح قاسيون فوقَ مَغارة الجُوع فدُفِنَ هناك، رحمه الله تعالى، وقَرأ النّاس على القَبْر سورة "الأنعام" وانصرَفُوا.
وسَمِعَ الحَدِيثَ على ابن البُرْهان، وابنِ عبد الدّائم، وجَماعةٍ كبيرة. وأمَّ بالمَسْجد الذي بالقُرْب من البيمارستان النُّوري مدّةً وهو صَبِيّ، ثم انتقلَ إلى إمامة مَشْهد ابن عُرْوة، ثم انتقلَ بعد والده إلى إمامة الكَلّاسة وأمَّ بها على أحْسَنِ حال وأجملِ طَريقةٍ.
وكانَ من أطيب النّاسِ صَوْتًا في المِحْراب وأعرفهم بالمُوسيقا، وكانَ النّاسُ يَقْصدون الائتمام به خُصُوصًا في التَّراويح من كلِّ سنة. وأقامَ بها إمامًا مستقلًا من تاريخ مَوْت والده من شَهْر رَمَضان سنة إحدى وسَبْعين إلى شَهْر ربيع الأول من هذه السنة خَمْسًا (٢) وثلاثين سنة.