واقتدى بذلك أنس - رضي الله عنه -، فكان لا يدعه في أي دعاء يدعو به (٢)، وقد طلب منه بعض أصحابه أن يدعو لهم، فدعا لهم بهذه الدعوة المباركة، ثم قال:((إذا آتاكم اللَّه ذلك فقد آتاكم الخير كله)) (٣).
تضمنت هذه الدعوة جملاً من الفوائد، منها:
١ - يحسن بالداعي أن يجمع في دعائه خيري الدنيا والآخرة.
٢ - ينبغي لكل داعٍ أن يكون جُلَّ دعائه ونصيبه الأكبر في أمورالآخرة، فجاء في هذا الدعاء سؤال أمرين عظيمين من أمور الآخرة: وأمرٍ واحدٍ من أمور الدنيا {وَفِي الآخِرَةْ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
٣ - أهمية التوسل بصفاته تعالى الفعلية (قنا)؛ لقول اللَّه، وتأسيّاً برسولنا - صلى الله عليه وسلم -.
٤ - ينبغي للداعي أن يكون من أصحاب الهمم العالية.
٥ - ((أن الإنسان لا يذم إذا طلب حسنة الدنيا مع حسنة الآخرة.
(١) انظر: صحيح البخاري، كتاب الدعوات، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة)، ٨/ ٨٣، برقم ٦٣٩٨، ومسلم، كتاب العلم، باب فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، ٤/ ٢٠٧٠، برقم ٢٦٩٠. (٢) صحيح مسلم، كتاب العلم، باب فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، ٤/ ٢٠٧٠، برقم ٢٦٩٠. (٣) فتح الباري، ١١/ ٢٢٩.