وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((فأنى يستجاب لذلك)): استفهام وقع على وجه التعجب والاستبعاد، وليس صريحاً في استحالة الاستجابة، ومنعها بالكلية، وفضل اللَّه واسع)) (١).
قال بعض السلف:((لا تستبطئ الإجابة وقد سدَدْتَ طرقها بالمعاصي)) (٢).
والمظالم توجب العقوبة في الدنيا قبل الآخرة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ)) (٣).
والبغي: هو الظلم.
ولاشك أن من أعظم العقوبات الدنيوية: ردّ الدعاء.
١٤ - الدّعاء ثلاثاً.
وقد تقدّم عند شرح الإلحاح في الدعاء.
(١) جامع العلوم والحكم، ١/ ٢٠٦. (٢) المرجع السابق، ١/ ١٠٨. (٣) سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب في النهي عن البغي، ٤/ ٤٢٦، برقم ٤٩٠٤، سنن الترمذي، كتاب صفة القيامة والرقائق والزهد، باب حدثنا علي بن حجر، ٤/ ٦٦٤، برقم ٢٥١١، سنن ابن ماجه، كتاب الزهد، باب البغي، ٢/ ١٤٠٨، برقم ٤٢١١، المستدرك، ٢/ ٣٥٦، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، برقم ٢٥١١، وصحيح الترغيب والترهيب، برقم ٢٥٣٧.