كما أن الشارع الحكيم شرع لنا سؤال اللَّه تعالى الجنة كذلك، وحثّنا على سؤال أعلاها، وهي الفردوس الأعلى, قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا سألتم اللَّه فاسألوه الفردوس (١) الأعلى)) (٢).
فينبغي للعبد أن يكثر الدعاء بسؤال اللَّه تعالى تلكم المنزلة العظيمة التي فوقها عرش الرحمن، وليس فوقها منزلة.
هذا الدعاء مأخوذ من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس رضي اللَّه عنهما:((اللَّهم فقهه في الدين)). وفي لفظ:((اللَّهم علّمه الكتاب والحكمة)) (٤).
فيسنُّ للدّاعي أن يجمع بين هذه الروايات في الدعاء، فيقول:((اللَّهمّ علّمني الكتاب، والحكمة، وفقّهني في الدين)).
(١) البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب المجاهدين في سبيل الله، برقم ٢٧٩٠. (٢) صحيح ابن حبان، ٣/ ٢٣٨، برقم ٩٥٨، والضياء المقدسي في المختارة، ٣/ ٣٧٨، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم، ٢/ ٧٤٠، والبيهقي في البعث والنشور، ص ٢٢٩، وصححه الألباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان، برقم ٩٥٤. (٣) يدل عليه رواية البخاري ومسلم في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. البخاري، كتاب الوضوء، باب وضع الماء عند الخلاء، برقم ١٤٣، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة - رضي الله عنهم -، باب فضائل عبد الله بن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، برقم ٢٤٧٧، وما بين المعقوفين، البخاري، كتاب العلم، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم علمه الكتاب، برقم ٧٥، ورقم ٣٧٥٦، ورقم ٧٢٧٠. (٤) البخاري، برقم ٧٥, ورقم ١٤٣، وتقدم تخريجه في الحاشية السابقة.