إنّ النّاظر في الأدعية القرآنية، وكذلك السنّة النّبويّة يجد أنّها جاءت بعدة أنواع، فمنها: طلب حصول الفعل، كقوله تعالى:{رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا}(٢)، ومنها ما جاء بطلب عدم الوقوع، وذلك في النفي، وتكون صيغته لا تفعل، مثل قوله تعالى:{رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا}(٣)، ومنها ما جاءت بصيغة الخبر المتضمنة للطلب، وهي كذلك أنواع، مثل قوله تعالى:{رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}(٤)، وأكمل الأدعية ما كان جامعاً من الأنواع كلها، وهذه هي غالب أدعية النبي - صلى الله عليه وسلم - تجمع هذه الأنواع مثال ذلك: قوله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر - رضي الله عنه -، لما قال له: علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: ((قُلْ:
(١) سورة المؤمنون، الآيتان: ٩٧ - ٩٨. (٢) سورة آل عمران، الآية: ١٩٣. (٣) سورة الأنبياء، الآية: ٨٦. (٤) سورة القصص، الآية: ٢٤.