سأل المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من فضل اللَّه كما أمر - سبحانه وتعالى - بذلك:{وَاسْأَلُوا اللَّهَ
مِنْ فَضْلِهِ} (٤) أي اسألوا اللَّه تعالى من مزيد إحسانه وإنعامه من أمور الدنيا والآخرة كما قال جل وعلا: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاء}(٥)، حيث إن الفضل بيده جل وعلا يتصرّف فيه كيف شاء، ويعطيه من شاء, بكمال الحكمة والقدرة, فلا يُسأل إلا منه.
قوله:((اللَّهم إنّي أسألك من فضلك ورحمتك)): أي أسألك يا
(١) أخرجه الطبراني في الكبير، ١٠/ ١٧٨، وابن أبي شيبة، ٧/ ٩٤، ودلائل النبوة للبيهقي، ٦/ ١٢٨، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، ١٠/ ١٥٩: ((رجاله رجال الصحيح غير محمد بن زياد وهو ثقة))، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، ٤/ ٥٧، صحيح الجامع، ١/ ١١٤. (٢) المفردات ص: ٣٨١. (٣) الصحاح، ٥/ ١٧٩١، واللسان، ٥/ ٣٤٢٨. (٤) سورة النساء, ص: ٣٢. (٥) سورة آل عمران, آية: ٧٣.