من صفاته العظيمة، تليق بجلاله، ومن مقتضاها وآثارها إيصال الخيرات، ودفع النقمات]، ففي الأول طلب الزحزحة عن النار، وفي الثاني طلب إدخال الجنة، وهذا هو الفوز العظيم، وهذا الدعاء الجليل قد جاء بمثيله في تضمّنه لهذه المطالب والمقاصد، من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ أَوْفَقَ الدُّعَاءِ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، يَا رَبِّ فَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي، إِنَّكَ أَنْتَ رَبِّي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذَّنْبَ إِلَّا أَنْتَ)) (١).
وقوله:(أوفق) أي: ((أكثر موافقته للداعي)) (٢)، ولا يخفى في قوله:((أوفق)) على وزن أفعل يدل على تفضيله، وأهميته في باب الأدعية.
(١) أحمد، ١٦/ ٤٠١، برقم ١٠٦٨١، وبنحوه الطبراني في المعجم الكبير، ٣/ ٢٩٥، برقم ٣٤٤٩، وفي مسند الشاميين له أيضاً، ٢/ ٤٤٥، والبخاري في الأدب المفرد، ص ٢٣٢، وقال السيوطي في الجامع الكبير، برقم ٩٥٨٤: ((رواه محمد نصر المروزي))، وقال الشيخ الأرناؤوط في تعليقه على المسند، ١٦/ ٤٠١: ((إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن عاصم)). (٢) فيض القدير، ٣/ ٧٩. (٣) مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، برقم ٢٧١٩، وبنحوه برقم: ٧٦٩، والبخاري، أبواب التهجد، باب التهجد بالليل، برقم ١١٢٠، وانظر الأرقام: ٦٣١٧، و٧٣٨٥، و٧٤٤٢، و٧٤٩٩.