هذا الدعاء المبارك فيه من الاستعاذات الجامعة التي تعمّ كلّ شرٍّ مما عمله العبد، ومما لم يعمله، في الماضي والحاضر والمستقبل.
[الشرح:]
قوله:(اللَّهم إني أعوذ بك من شرّ ما عملت): أي من السيئات، أو من شر ما اكتسبته، مما قد يقتضي عقوبة في الدنيا، أو يقتضي في الآخرة (١)، أو عمل يحتاج فيه إلى العفو ((من حسنات يعني: من شر تَركي العمل بها)) (٢)، فتضمّنت هذه الاستعاذة: الاستعاذة من كلّ الشرور، والذنوب الماضية.
استعاذ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو المعصوم، ليلتزم خوف اللَّه، وإعظامه،
وإجلاله، والافتقار إليه في كل أحواله، وليبيّن صفة الدعاء، ليُقتدَى به (٣)، فهو - صلى الله عليه وسلم - أعماله: سابقها، ولاحقها، كلّها خير لا شرّ فيها.
قوله:(ومن شرّ ما لم أعمل): من الحسنات، أي من شرِّ تركي العمل بها، أو المُراد من شرِّ ما لم أعمله بعدُ من السيئات والآثام، بأن تحفظني منه في المستقبل، ومن كل عمل لا يرضيك، ويجلب غضبك، وتضمنت هذه الاستعاذة: الاستعاذة من كل الشرور، والذنوب الحالية والمستقبلية.
(١) شرح النووي على مسلم، ٩/ ٥٠. (٢) قول الألباني رحمه اللَّه، انظر: شرح الأدب المفرد للعوايشة، ٢/ ٣٦٧. (٣) فيض القدير، ٢/ ١٧ بتصرف يسير.