حسنةٍ، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيءٍ، وثناء جميل، إلى غير ذلك)) (١).
{وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً}: أما ((الحسنة في الآخرة فلا شك أنها الجنة؛ لأن من لم ينلها يومئذٍ فقد حُرم جميع الحسنات)) (٢)، فهي أعلى حسنة، ويدخل في حسنات الآخرة كذلك:((الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب)) (٣)، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة.
{وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}: ((وهذا يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام، وترك الشبهات والحرام)) (٤)، وتتضمن هذه الوقاية أيضاً ((ألاّ يدخل النار بمعاصيه، ثم تخرجه الشفاعة)) (٥)، ثم بين ـ علو درجتهم، وبعد منزلتهم في الفضل، كما دلّ على ذلك اسم الإشارة (أولئك){أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}(٦).
ولما كان هذا الدعاء المبارك الجامع لكل معاني الدعاء من أمر الدنيا والآخرة، كان أكثر أدعيته - صلى الله عليه وسلم - كما أخبر بذلك أنس - رضي الله عنه - أنه قال:
(١) تفسير ابن كثير، ١/ ٣٤٣. (٢) ابن جرير الطبري، ١/ ٥٥٣. (٣) ابن كثير، ١/ ٣٤٢. (٤) المصدر السابق. (٥) تفسير القرطبي، ١/ ٧٨٦. (٦) سورة البقرة، الآية: ٢٠٢.