روى الشيخان من حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت:"أول ما بدئ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إِلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إِليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه -وهو التعبد- اليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إِلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إِلى خديجة، فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق، وهو في غار حراء، فجاءه الملك، فقال: اقرأ ... " الحديث بطوله (١). ومعلوم أن عائشة لم تدرك هذه القصة.
[حكم الحديث الرسل]
مرسل الصحابي مقبول عند جماهير الأمة (٢)، بل نفى السرخسي (٣)
= الله عليهم- لزراعة أو رعي اْو غيرهما، لكنهم يتناوبون لأخذ العلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، من ذلك: ما رواه البخاري عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قال: "إني كنت وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد -وهي من عوالي المدينة- وكنا نتناوب النزول على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فينزل يوما، وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته من خبر ذلك اليوم من الأمر وغيره، وإذا نزل فعل مثله ... الحديث". انظر: البخاري ١/ ١٨٥ مختصرا، ٥/ ١١٤ - ١١٦ مطولا مع الفتح. (١) رواه البخاري ١/ ٢٢ مع الفتح ومسلم ٢/ ١٩٧ مع النووي، وأحمد ٦/ ٢٣٢ - ٢٣٣. (٢) انظر: شرح النووي على مسلم ١/ ٣٠، روضة الناظر لابن قدامة ص ١١٢، وفتح الباري ٧/ ٤. (٣) هو: محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس الأئمة السرخسي، كان إماما علامة حجة متكلما مناظرا أصوليا مجتهدا. من مؤلفاته: المبسوط، الأصول، وغيرهما، توفي شة ثمان وثلاثين وأربعمائة. انظر: الفوائد البهية ص ١٥٨ - ١٥٩.