يرى بعض المحققين من أهل العلم أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقًا، لا في الأحكام، ولا في غيرها من الفضائل والترغيب والترهيب وجهة هذا الرأي:
يعلل أصحاب هذا الرأي قولهم بأن الحديث الضعيف إنما يفيد الظن المرجوح، واللّه عزَّ وجلَّ قد ذم الظن في غير ما آية من كتابه، فقال تعالى:{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} الآية (١). وقال تعالى:{إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ} الآية (٢). وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِياكم والظن! فإِن الظن أكذب الحديث"(٣).
كما أن في الأحاديث الصحيحة ما يغني المسلم عن الضعيف.
من قال بهذا الرأي:
[١ - يحيى بن معين]
قال ابن سيد الناس (٤) عند الكلام في توثيق محمد بن
(١) الآية ٣٦ من سورة يونس. (٢) الآية ١١٦ من سورة الأنعام. (٣) الحديث أخرجه البخاري ٩/ ١٩٨ مع الفتح، ومسلم ١٦/ ١١٨ - ١١٩ مع النووي، وأبو داود رقم ٤٩١٧، والترمذي رقم ١٩٨٩. (٤) هو: محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن سيد الناس أبو الفتح اليعمري الشافعي الحافظ الأديب المشهور. له: عيون الأثر في فنون المغازي والشمالْل والسير، ومختصره المسمى نور العيون، =