مثال المرسل: روى الإمام مالك في الموطأ عن عبيد الله بن عدي بن الخيار (١)، قال: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس بين ظهراني الناس؛ إذ جاءه رجل فساره، فلم يدر ما ساره به حتى جهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإذا هو يستأذن في قتل رجل من المنافقين، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين جهر:"أليس يشهد أن لا إِله إِلا الله، وأن محمدا رسول الله؟ " فقال الرجل: بلى، ولا شهادة له. فقال:"أليس يصلي؟ " قال: بلى، ولا صلاة له. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أولئك الذين نهاني الله عنهم"(٢).
فعبيد الله بن عدي بن الخيار تابعي لم يلق النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد روي عنه هذا الحديث بدون ذكر الواسطة بينه وبين النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد أسقط من إسناد هذا الحديث آخره، وأقل هذا السقط أن يكون الصحابي.
[مرسل الصحابي]
[تعريفه]
هو ما أخبر به الصحابي عن قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أو فعله مما لم يسمعه أو يشاهده، إما لصغر سنه (٣)، أو تأخر إسلامه (٤)، أو غيابه (٥).
(١) هو: عبيد الله بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي، قال ابن حبان: له رؤية، وكان من فقهاء قريش وعلمائهم، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين، وكانت وفاته بالمدينة سنة خمس وتسعين. انظر: طبقات ابن سعد ٥/ ٤٩، الإصابة لابن حجر ٥/ ٥٠ - ٥٢. (٢) رواه الإمام مالك في الموطأ ١/ ١٧١. (٣) كابن عباس، وابن الزبير، وعائشة رضي الله عنهم. (٤) كأبي هريرة وجرير البجلي -رضي الله عنهما- وغيرهما. (٥) انظر: المجموع شرح المهذب للنووي ١/ ٦٢، والغياب يقع لكثير من الصحابة -رضوان =