الاشتغال به، اللهم إلا لتمحيصه والتنبيه إلى ضلاله وخطئه حتى لا يغتر به أحد (١). ومع هذا كله، فإننا نجد الكثير مما يروى في التفسير منسوبا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتريه الضعف، وإليك بعض الأمثلة على ذلك:
١ - روى الترمذي بسنده عن أبي سعيد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله:{كالمهل}(٢). قال: كعكر الزيت، فإذا قربه إلى وجهه سقطت فروة وجهه فيه (٣).
٢ - روى الطبراني في الأوسط عن سعد -يعني بن أبي وقاص- قال سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قوله تعالى:{الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}(٤). قال: هم الذين يؤخرونها عن وقتها (٥).
٣ - روى البزار عن أبي ذر رفعه: إن الكنز الذي ذكره الله في كتابه لوح من ذهب مصمت مكتوب فيه: عجبت لمن أيقن بالقدر: لِمَ نصب؟ وعجبت لمن ذكر النار: لِمَ ضحك؟ وعجبت لمن ذكر الموت لِمَ غفل؟ لا إله إلا الله محمد رسول الله (٦).
(١) مناهل العرفان للزرقاني ١/ ٤٩٣. (٢) في قوله تعالى في سورة الكهف: آية ٢٩: {كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ}. وفي قوله تعالى: {كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (٤٥)} الآية رقم ٤٥ من سورة الدخان. (٣) رواه أحمد ٣/ ٧٠ - ٧١، الترمذي رقم ٢٥٨٤، ٣٣١٩ وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث رشيدين بن سعد، ورشيدين قد تكلم فيه. (٤) الآية ٥ من سورة الماعون. (٥) انظر: تفسير ابن كثير ٧/ ٣٨١، مجمع الزوائد ٧/ ١٤٣، قال الهيثمي: فيه عكرمة بن إبراهيم، وهو ضعيف جدا. (٦) انظر: تفسير ابن كثير ٤/ ٤١٥، مجمع الزوائد ٧/ ٥٣ - ٥٤، وفيه بشر بن المنذر =