والحجام والكساح. فقيل له: تأخذ بحديث: "كلّ الناس أكفاء إِلَّا حائكا أو حجامًا"(١)، وأنت تضعفه؟! فقال: إنما نضعف إسناده، ولكن العمل عليه (٢).
وسئل أحمد عن الرجل يكون ببلد لا يوجد فيها إلَّا صاحب حديث لا يدري صحيحه من سقيمه، وصاحب رأي فمن يسأل؟ قال: يسأل صاحب الحديث، ولا يسأل صاحب الرأي، ضعيف الحديث أقوى من الرأي (٣).
وقال أحمد: طريقتي لست أخالف ما ضعف من الحديث إذا لم يكن في الباب ما يدفعه (٤).
وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يقول: إذا كان في المسألة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديث لم نأخذ فيها بقول أحد من الصحابة ... وربما كان الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في إسناده شيء فنأخذ به إذا لم يجئ خلافه أثبت منه، وربما
= انظر: المنهج الأحمد للعليمي ١/ ٣٣١ - ٣٣٣، مختصر طبقات الحنابلة للنابلسي ص ٢٥٠ - ٢٥٢. (١) رواه البيهقي ٧/ ١٣٤ عن ابن عمر بلفظ: "العرب بعضهم أكفاء لبعض قبيلة بقبيلة، ورجل برجل، والموالي بعضهم أكفاء لبعض، قبيلة بقبيلة، ورجل برجل إلَّا حائك أو حجام"، وقال: هذا منقطع بين شجاع وابن جريج حيث لم يسم شجاع بعض أصحابه. ورواه أيضًا من عدة طرق كلها ضعيفة جدًا. (٢) مسودة آل تيمية ص ٢٧٣ - ٢٧٤. (٣) انظر: مسائل الإمام أحمد بن خبل رواية ابنه عبد الله ص ٤٣٨، الأحكام لابن حزم ٦/ ٧٩٢، إعلام الموقعين لابن القيم ١/ ٨١، القول البديع للسخاوي ص ٢٥٨. (٤) انظر: خصائص المسند لأبي موسى المديني ص ٢٧ المطبوع في أول المجلد الأول من المسند بتحقيق الشيخ أحمد شاكر، الفروسية لا بن القيم ص ٤٨.