قال ابن البر: هذا الحديث مضطرب (٢)، وبيان ذلك أن البخاري ومسلما قد اتفقا على إخراج رواية أخرى في الموضوع نفسه لم يتعرض فيها الراوي لذكر البسملة بنفي أو إثبات، بل يكتفي بقوله: "فكانوا يستفتحون القراءة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(٣).
وهناك رواية ثالثة عن أنس تفيد أنه سئل عن الافتتاح بالتسمية، فأجاب أنه لا يحفظ في ذلك شيئًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٤).
على أن الحافظ ابن حجر يرى أن الحديث ليس فيه اضطراب، لأنه يمكن الجمع بين الروايات المختلفة بحمل نفي القراءة على نفي السماع، ونفي السماع على نفي الجهر (٥).
الثالث: الاضطراب في السند والمتن معًا.
ومثاله: حديث عبد الله بن عكيم (٦): "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتب إِلى جهينة قبل موته بشهر أن لا تنتفعوا من الميتة بإِهاب ولا عصب"(٧).
(١) صحيح مسلم ٤/ ١١١ مع النووي، وانظر: سنن النسائي ٢/ ١٣٥. (٢) انظر: الاستذكار لابن عبد البر ٤/ ١٦٦. (٣) البخاري ٢/ ٢٢٦ - ٢٢٧ مع الفتح، ومسلم ٤/ ١١١ مع النووي. (٤) انظر: علوم الحديث لابن الصلاح ص ٨٣، وقد ذكر هذا الحديث في نوع المعلل، والمضطرب يجامع المعلل لأنه قد تكون العلة هي الاضطراب. (٥) فتح الباري ٢/ ٢٢٨. (٦) هو: عبد الله بن عكيم -بالتصغير- الجهني أبو معبد الكوفي مخضرم من الثانية، مات في إمرة الحجاج. انظر: تقريب التهذيب ١/ ٤٣٤. (٧) أخرجه أحمد ٤/ ٣١٠ - ٣١١، أبو داود رقم ٤١٢٧، ٤١٢٨، الترمذي رقم ١٧٢٩، =