ـ وفي قوله تعالى:" إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَأيَاتٍ
لِّأُوْلِي الْأَلْبَابِ (١٩٠) " (آل عمران ١٩٠). يقول السمعاني:" يعني أن فيها دلالات على وحدانيته لذوي العقول "(١)
ودلالة الخلق التي تدل على الخالق، كثيرة في القرآن، وقد أفاض الإمام السمعاني في ذكرها وبيانها، ولذا قال تعالى عن صفات عباده المؤمنين:" وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ " آل عمران ١٩١ فيستدلون به على وحدانيته ". (٢)
ـ ففي قوله جل وعلا: " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ " (الأنعام ٧٣)، يقول الإمام السمعاني: " أي لإظهار الحق؛ لأنه جعل صنعه دليلاً على وحدانيته ". (٣)
وكثيراً ما يخص الباري جل وعز، السموات والأرض من مخلوقاته؛ " لأنهما أعظم المخلوقات فيما يرى العباد؛ ولأن فيهما العِبر، والمنافع للعباد ". (٤)
ـ ويُعلِّق في مقام آخر، فيقول في تفسير قوله تعالى: " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ " (إبراهيم ١٩): " معنى خلق السموات والأرض بالحق: ما نصب فيها من الدلائل على وحدانيته وسائر صفاته ". (٥)
ـ ويقول في تفسير قوله تعالى: " وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (١٠٥)" (يوسف ١٠٥): " معناه: أنهم يعرضون عنها مع مشاهدتها، ولا يستدلون بها على وحدانية الله ". (٦)
ومن الدلالات الآفاقية التي استدل بها السمعاني على وحدانية الله تعالى، الليل والنهار، فقال: " قوله: " وَجَعَلْنَا الَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ "(الإسراء ١٢): أي: علامتين دالتين على أن لهما إلهاً واحداً ". (٧)
(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٣٨٨ (٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٣٨٨ (٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ١٧٧ (٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٢٦ (٥) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ١١٠ (٦) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٧١ (٧) ((انظر: الرازي: مفاتيح الغيب: ٣/ ٢٢٤