قال تعالى:{وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا}[الأحزاب:٣٩]، وقد فسَّر السمعاني الحسيب بعدة تفسيرات:
الحسيب: الشهيد الحافظ (١)، كما قال تعالى:{وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا}[الأحزاب:٣٩]،
والحسيب: المحاسب، وقيل: الكافي (٢)، كما قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}[النساء:٨٦]، وقال تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}[الأنفال:٦٤]، يعني يكفيك ويكفي من اتبعك من المؤمنين. (٣)
فالله سبحانه أسرع الحاسبين، كما قال تعالى:{أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ}[الأنعام:٦٢]، أي: يحاسب الكل في لحظة. (٤)
قال تعالى:{وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[سبأ:٤٧]، يقول السمعاني:" الشهادة: خبر عن مشاهدة، يبنى عليها حكم شرعي، والله تعالى شهيد، على أفعال المؤمنين والكفار جميعاً"(٦). فالشهيد هو الشاهد (٧)، كما قال تعالى:{قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ}[الرعد:٤٣]، وقال تعالى:{قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ}[الأنعام:١٩]، أي يشهد لي بالحق، وعليكم بالباطل. (٨)
والشهيد الكفيل، كما قال تعالى: " {وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا}[النحل:٩١]، أي: شهيداً. (٩)
والشهيد هو الذي لا يخفى عليه شيء، قال تعالى:{وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ}[آل عمران:٩٨]، أي: لا يخفى عليه ما تعملون، ويجازيكم عليه. (١٠)
(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٣٩٩ - ٤/ ٢٩٠ (٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٤٥٧ (٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٢٧٧ (٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ١١٢ (٥) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٣٨٤ (٦) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ١٨٧ (٧) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ١٠١ (٨) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٩٣ (٩) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ١٩٧ (١٠) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٣٤٤