قال تعالى:{رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}[التوبة:١٠٠]، أي: رضي الله عنهم بطاعتهم، ورضوا عنه بثوابه (١)، وقال في موطن آخر:" رضي أعمالهم، ورضوا ثوابه "(٢). وعدم المحبة تدل على عدم الرضا، قال تعالى:{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}[البقرة:٢٠٥]، أي: لا يرضى الفساد. (٣)
[٨ ـ التعجب]
أثبت السمعاني صفة التعجب لله تعالى، على ما يليق بجلاله وعظمته، فقال في قوله تعالى:{بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ}[الصافات:١٢]:" وقرأ حمزة والكسائي: " بل عجبتُ " على إضافة التعجب إلى الله، وهي قراءة علي، وابن مسعود، وابن عباس "، ثم قال:" وأما القراءة بضم التاء، فالتعجب من الله، ليس مثل التعجب من الآدميين "، فمعنى قوله:" عجبت " أي: عظم حلمي عن ذنوبهم، والمتعجب هو الذي يرى ما يعظم عنده، وقيل:" بَلْ عَجِبْتَ "، أي: كل فعلهم محل ما يتعجب منهم، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(عجب ربك من شاب ليس له صبوة)(٤)، ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (عجب ربكم من إلكم، وقنوطكم، وسرعة إجابته إياكم " (٥)(٦).
[٩ ـ الوجه]
قال تعالى:{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}[الأنعام:٥٢]، يقول السمعاني: " والوجه صفة لله تعالى، بلا كيف، وجه لا كالوجوه " (٧).
وقال تعالى:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}[القصص:٨٨]، يقول السمعاني: " وقد ذكر الله تعالى الوجه في أحد عشر موضعاً من القرآن، قد بينا أنه صفة من صفات الله، يُؤمن به على ما ذكره الله تعالى " (٨)
(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٣٤٣ (٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ٢٦٥ (٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٠٨ (٤) ((أخرجه أحمد في المسند، حديث عقبة بن عامر، ح (١٧٣٧١) (٥) ((ذكره أبو عبيد في غريب الحديث: ٢/ ٢٦٩ (٦) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٣٩٣ (٧) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ١٠٨ (٨) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ١٦٤ - ١/ ١٢٩