من أسماء الله جل وعلا، العليم، قال تعالى:{إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}[البقرة:٣٢]، والعليم بمعنى العالم (١). وهل العليم والعالم بمعنى واحد، أم بينهما فرق؟! قولان:
الأول: قيل هما بمعنى واحد.
الثاني: هما مُختلفان: العالم بما كان، والعليم بما يكون. (٢)
ويأتي العلم بمعنى المجازاة، قال تعالى:{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ}[البقرة:٢٧٠]، يقول السمعاني:" فإن الله يعلمه " أي: يجازي، وقال مجاهد: يحصيه. (٣)
وقال تعالى:{وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}[آل عمران:٩٢]، يقول السمعاني:" أي يعلمه، أي: يجازي عليه "(٤).
وقد يُفسَّر الخبير بمعنى العليم، كما قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}[النور:٣٠]، أي: عليم بما يصنعون. (٥) ولذا قال السمعاني في تفسير الخبير في قوله تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٤)} [المُلك:١٤]، قال:" ويُقال: الخبير هو العالم "(٦)
قال الخطابي: في تفسير الخبير: " هو العالم بكنه الشيء، المطلع على حقيقته "(٧).
وذكر الغزالي الفرق بينهما فقال:" وهو بمعنى العلم، لكن العلم إذا أضيف إلى الخفايا الباطنة سُمي خبرة، وسُمي صاحبها خبيراً "(٨). ومن خصائص علم الله تعالى:
١ ـ أن انتهاء العلم البشري إلى الله تعالى، يقول الله جل وعلا:{وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}[يوسف:٧٦]، قال ابن عباس: وفوق كل عالمٍ عالم، إلى أن ينتهي العلم إلى الله، وقرأ ابن مسعود:" وفوق كل عالم عليم " " (٩)
(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٦٥ (٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٥٠، وانظر: العسكري: الفروق اللغوية: ٨٨ (٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٧٤ (٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٣٤٠ (٥) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٥٢٠ (٦) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ١١ (٧) ((الخطابي: شأن الدعاء: ط ١، ١٤٠٤ هـ، (١١١) (٨) ((الغزالي: المقصد الأسنى: ٦٣ (٩) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٥٣