قال تعالى:{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}[الأنعام:١٨]، يقول السمعاني:" القاهر: الغالب الذي لا يُغلب، وقيل: هو المنفرد بالتدبير، يجبر الخلق على مراده "(١)
وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (٦٥)} [ص:٦٥]، يقول السمعاني:" والله الواحد القهار، القاهر عباده بما يُريد "(٢)
فالقهار: هو الغالب على كل شيء (٣)، والغالب الذي لا يغلبه شيء، فسبحان من تعزز بقدرته، وقهر عباده بالموت. (٤)
[٣٤ ـ الواسع]
قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[البقرة:١١٥]، وفسره السمعاني بقوله:" أي: غني يعطي من السعة "(٥)، فالواسع: ذو السعة، وهو الذي يُعطي عن غِنى (٦). والله واسع في الفضل، والرحمة، والقدرة سبحانه جل في علاه. (٧)
وهو سبحانه واسع الغنى، ولذا قال سبحانه:{إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ}[العنكبوت:٥٦]، أي: رزقي واسع، ذكره مطرف بن عبدالله بن الشخير. (٨)
وهو سبحانه واسع المغفرة، يقول تعالى:{إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ}[النجم:٣٢]، أي: كثير المغفرة. (٩)
فإن قيل: ما مناسبة سعة الرحمة في سياق التكذيب، في قوله تعالى:{فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ}[الأنعام:١٤٧]؟، يقول السمعاني:
" قال ثعلب: هو الرحمة بتأخير العذاب عنهم، لا بترك أهل العذاب، وهذا حسن، بدليل قوله: " وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ " (١٠)
(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٩٣ (٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٤٥٢ - ٤٥٨ (٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٣١ (٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٨٧ (٥) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ١٣٠ (٦) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٥٠ (٧) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٦٨ (٨) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ١٨٩ (٩) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٢٩٨ (١٠) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ١٥٤