أ ـ قال تعالى:{وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}[الشورى:٢٨]، يقول السمعاني في تفسير اسم الله تعالى الولي هاهنا:" أي: المالك لما يفعله "(١).
والولي يأتي بمعنى الناصر والمعين (٢)، قال تعالى:{إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ}[الأعراف:١٩٦]، والولي هو من يلي أمور الدنيا والآخرة (٣)، قال تعالى:{أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}[يوسف:١٠١].
والولي هو الناصر والمثبت، قال تعالى:{إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا}[آل عمران:١٢٢]، أي: ناصرهما، ومثبتهما على الحرب. (٤)
ب ـ وقال تعالى:{فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}[الأنفال:٤٠]:
فالمولى هو القيم بالأمور (٥)، والمولى الحافظ (٦)، قال تعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}[الحج:٧٨]، والمولى هو المتولي للأشياء (٧)، يقول تعالى:{فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ}[الشورى:٩]، والمولى هو والي الأمور، والهادي إلى الأرشد، والأقوم، والأولى (٨)، قال تعالى:{وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}[التحريم:٢].
والله جل وعلا، قد نفى ولايته عن الكافرين، فقال:{وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ}[محمد:١١]، أي: أنه لا يتولاهم الله تعالى، بمعنى: أنه لا يهديهم، ولا ينصرهم. (٩)
فإن قيل: فما معنى الولاية الواردة في قوله تعالى: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ}[الأنعام:٦٢]، والآية شاملة للمؤمنين والكافرين؟!
قيل: المولى في آية (سورة محمد)، بمعنى: الناصر والحافظ، ولا ناصر للكفار، والمولى في آية (الأنعام) بمعنى: المالك، والله مالك الكل.
(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٧٧ (٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٢٤١ (٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٦٨ (٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٣٥٣ (٥) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٢٦٥ (٦) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٤٦٠ (٧) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٦٥ (٨) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٤٧٢ (٩) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ١٧٢