القوي من أسماء الله تعالى، والمتين كذلك من أسمائه، وهي صفة لله تعالى، كما قال سبحانه:{ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}[الذاريات:٥٨]، يقول السمعاني:" أي: القوة البالغة "(١)، والقوة والغلبة كلها لله تعالى، قال تعالى:" أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ " يعني: أيطلبون عندهم القوة والغلبة، " فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا "، أي: القوة والغلبة كلها لله تعالى. (٢)
فهو سبحانه وتعالى، القوي في نصرة المؤمنين، والقادر على إيصال الرزق إليهم (٣)، وهو القوي على مايريد (٤)، ولما يريد، قال تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢١)} [المجادلة:٢١]، أي: قوي في الأمور، غالب عليها. (٥)
[١٥ ـ اللطيف، والبر]
هو من الأسماء الحسنى، قال تعالى:{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[المُلك:١٤]، فهو سبحانه اللطيف في علمه، يعلم ما يظهر وما يسر، وكل ما دق يُقال: لطيف. (٦)
وفَسَّر السمعاني اسم الله جل وعلا (اللطيف) بأنه:
ـ موصل الشيء باللين والرفق.
ـ اللطيف بأوليائه وعباده. (٧)
يقول السمعاني في تفسير قوله تعالى:{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ}[يوسف:١٠٠]، "اللطيف: هو الرفيق، ويُقال معنى الآية: إن ربي لطيف بمن يشاء. وحقيقة اللطيف: هو الذي يوصل الإحسان إلى غيره برفق "(٨).
وقد فَسَّر السمعاني اسم الله (الْبَرُّ) باللطيف، قال:" والبر: هو البار اللطيف بعباده، ولطفه بعباده: هو إنعامه عليهم، مع عِظَم جرمهم وذنبهم "(٩).
وقال البر: الذي يصدق وعده لأوليائه. (١٠)
(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٢٦٥ (٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٤٩٢ (٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٧١ (٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٤٥٦ (٥) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٣٩٣ (٦) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ١١ (٧) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ١٣٣ (٨) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٦٨ (٩) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٢٧٦ (١٠) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٢٧٦