ورد هذا الاسم الكريم في القرآن الكريم، في مواطن كثيرة، وجاء بلفظ غفار، وغافر، والمعنى، كما يقول السمعاني: الساتر والستور للذنوب، ففي قوله تعالى:" غَافِرِ الذَّنبِ "(غافر ٣)، أي: ساتر الذنب. (١)
وقوله في نفس السورة:" إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ "(فاطر ٣٠)، يُقال: يغفر الكثير من الذنوب، ويشكر اليسير من الطاعات. (٣)
فالغافر: الذي يستر على المذنب، ولا يؤاخذه به.
والغفار: المبالغ في الستر، فلا يُشهِر المذنب، لا في الدنيا، ولا في الآخرة.
والغفور: الذي يكثر منه الستر، على المذنبين من عباده. (٤)
وقال الزجاج:" ويجيء على قياس قول أبي علي قطرب، أن يكون الغفور في ذنوب الآخرة، والغفار الذي يسترهم في الدنيا ولا يفضحهم "(٥).
[٣ - الحليم]
فَسَّر السمعاني هذا الاسم الكريم بمعنى: الإمهال، وعدم المعاجلة بالعقوبة، قال تعالى:"وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ "(التغابن ١٧)، يقول:" معناه: إمهال العباد، وترك معاجلتهم بالعقوبة "(٦).
وقال تعالى:" وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ "(البقرة ٢٢٥)، أي: الذي لا يعجل العقوبة. (٧)
ويقول الزجاج: " وليس قول من قال: إن الحليم هو من لا يُعاقب، بصواب، أما سمع قول الشاعر الفصيح، وأظنه كُثَيِّراً:
(حليماً إذا ما نال عاقب مجملاً ... أشد العقاب أو عفا لم يثرب)(٨)
(١) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٥ (٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٣٥٧ (٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٣٥٧ (٤) الحليمي: مختصر كتاب المنهاج: ٤٢ (٥) الزجاج: تفسير أسماء الله الحسنى: ٤٧ (٦) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٤٥٦ (٧) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٢٨ - ٢٦٩ (٨) الزجاج: تفسير أسماء الله الحسنى: ٤٥