قال تعالى:{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ}[الأحزاب:٤٣]، ذكر السمعاني ثلاثة أقوال:" اختلفوا في معنى الصلوات من الله تعالى: قال أبو العالية: هو الثناء من الله على عباده، وعن بعضهم: إشاعة الذكر الجميل لهم، وأشهر الأقوال: أن الصلاة من الله تعالى بمعنى: الرحمة والمغفرة"(١).
وفسَّرها السمعاني في أكثر من موطن، بالرحمة والمغفرة. (٢)
[١٨ ـ ما معنى إمهال الله جل وعز]
قال تعالى:{فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ}[الحج:٤٤]، يقول السمعاني:" أي: أمهلت للكافرين، والإمهال من الله؛ هو الاستدراج والمكر "(٣)، والله تعالى يقول في مقام آخر: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (١٨٢)} [الأعراف:١٨٢]، قيل: الاستدراج من الله: هو أن العبد كلما ازداد معصية، زاده الله نعمة، وقيل: هو أن يُكثِر عليه النعم، ويُنسيه الشكر، ثم يأخذه بغتة. (٤)
وقال تعالى:{فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ}[القلم:٤٤]، يقول السمعاني:" الاستدراج في كلام العرب: هو الأخذ قليلاً قليلاً ". (٥)
[١٩ ـ ما معنى مدافعة الله عز وجل عن المؤمنين]
قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا}[الحج:٣٨]، يقول السمعاني:"والمدافعة عنهم: بحفظهم ونصرتهم، ويُقال: يدافع الكفار عن الذين آمنوا، ويُقال: يُدافع المؤمنين وساوس الشيطان، وهواجس النفوس، ويُقال: يدافع عن الجهال بالعلماء، وعن العصاة بالمطيعين "(٦).
(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٢٩٢ (٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ١٥٧ - ٢/ ٣٤١ - ٤/ ٣٠٤ (٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٤٤٣ (٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٢٣٦ (٥) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ٣٠ (٦) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٤٤١