ب ـ الحكيم، المحكم للأمر، كيلا يتطرق إليه الفساد، ومنه: أحكمت الدابة؛ لأنها تمنعها من الفساد. (١).
ومن الأول: قوله تعالى: " وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ "(هود ٤٥)، يعني: وأنت أحكم الحاكمين بالعدل. (٢)، وقوله تعالى:" فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (٨٧) "(الأعراف ٨٧)، أي: حتى يقضي الله، " وهو خير الحاكمين " أي: خير القاضين. (٣)، وقوله تعالى:" حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ "(يوسف ٨٠)، يعني: وهو خير الفاصلين. (٤)
وكما قال تعالى:" إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ "(النمل ٧٨)، " أي: يفصل بينهم بحكمه الحق ". (٥) وقوله تعالى: " إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(السجدة ٢٥)، " أي: يحكم بينهم حكم الفصل "(٦).
وحكم الله تعالى كله حق وعدل، وقوله تعالى:" قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ "(الأنبياء ١١٢)، فهنا ذكر الحق وصفاً للحكم، لا أن حكمه ينقسم إلى الجور والحق (٧) ـ تعالى الله وتقدس ـ
ونقل عن بعضهم في الجواب عن هذه الآية الكريمة:" رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ"، أي: عجل الحكم بالحق، وقال أبو عبيد: رب احكم بحكمك الحق، والله يحكم بالحق، طلب أو لم يطلب، ومعنى: الطلب: هو ظهور الرغبة من الطالب في حكمه الحق، وقال بعضهم:"رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ" تعبد من الله، والله يحكم بالحق، سئل أو لم يسأل، أورده النحاس. (٨)
وهذا مثل قوله تعالى:" رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (٨٩) "(الأعراف ٨٩)،فهذا ليس على طريق طلب القضاء بالحق، وإنما هو على نعت قضائه بالحق، فإن صفة قضائه الحق. (٩)
(١) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٦٥ (٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٤٣٣ (٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٤١٠ (٤) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٥٦ (٥) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ١١٢ (٦) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٢٥٣ (٧) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٨٧ (٨) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٤١٤ (٩) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ١٩٩