الإسلام هو الدين الحق، قال تعالى:{قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ}[يونس:١٠٨]، يقول السمعاني:" الحق ها هنا: هو ما ينجو به الإنسان، وضده الباطل، وهو الذي يهلك به الإنسان، وقيل: معناه الإسلام "(١)، والإسلام هو محض فضل الله جل وعلا ورحمته، فقد فُسِّر قوله تعالى:{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}[يونس:٥٨]: بالإسلام، فقيل: فضل الله الإسلام، وقال بعضهم: ورحمته الإسلام (٢)، وهو أحب الإديان إلى الله تعالى، قال زيد بن أسلم في تفسير قوله تعالى:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم:٤]، على دين عظيم، وهو الدين الذي رضيه الله تعالى لهذه الأمة، وهو أحب الأديان إلى الله تعالى (٣). والإسلام هو الملة الحنيفية، ولذا لما قال اليهود: كونوا يهوداً، وقالت النصارى: كونوا نصارى، قال الله تعالى:{قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}[البقرة:١٣٥]، والحنيف هو المسلم، وأصله الميل، وهو المائل القدم، والمسلم مائل من سائر الأديان، إلى ملة الإسلام (٤). وهو من أعظم النعم، قال تعالى {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}[آل عمران:١٠٣]، قال عطاء: أراد به نعمة الإسلام (٥). وقال تعالى:{وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}[لقمان:٢٠]، قال ابن عباس: النعمة الظاهرة الإسلام وحسن الخلق، والنعمة الباطنة هي ما يستر من العيوب. (٦)
والإسلام يُطلق بمعنيين:
(١) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٤٠٩ (٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٣٩٠ (٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ١٨ (٤) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ١٤٤ (٥) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٣٥ (٦) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٢٢٥