٩ ـ أن هذه الأمة مصطفاة من الله تعالى، قال تعالى:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}[فاطر:٣٢]، يقول السمعاني:" الأكثرون على أن المراد من قوله: " الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا " هذه الأمة ". (١)
١٠ ـ أنه هذه الأمة نصيبها في الآخرة، أنهم نصف أهل الجنة، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:" إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، بل ثلث أهل الجنة، بل نصف أهل الجنة، وتقاسمونهم في النصف الثاني "(٢)، وفي بعض الأخبار:" أن أهل الجنة مائة وعشرون صنفاً، ثمانون من هذه الأمة "(٣)(٤)
١١ ـ أنه هذه الأمة تزكي شهود الأنبياء بالتبليغ، قال تعالى:{وَيُزَكِّيهِمْ}[البقرة:١٢٩]، يقول السمعاني:" وفيه قول آخر: أنه بمعنى التزكية، يشهد الرسل بالنبوة من سائر الأمم، وذلك أن مؤمني سائر الأمم شهدوا للرسل بالنبوة، وتبليغ الرسالة، فهذه الأمة تزكي أولئك الشهود "(٥)، وكذلك هذه الأمة تشهد للرسل بالبلاغ، قال تعالى:{لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}[البقرة:١٤٣]، يقول السمعاني:" وذلك يوم القيامة، حين يسألة الأمم عن إبلاغ الرسل، فينكرون تبليغهم الرسالة، فيسأل الرسل، فيقولون: بلغنا، فيقال لهم: ومن يشهد لكم؟! فيأتون بهذه الأمة، فيشهدون لهم بالبلاغ ". (٦)
١٢ ـ أن الله تعالى خفف عن هذه الأمة، في أحكامها وتشريعاتها، ومن ذلك قوله تعالى في حكم القصاص:{ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ}[البقرة:١٧٨]، يقول السمعاني في بيان وجه التخفيف:" ومعناه: أن الدية كانت في شرع النصارى حتماً، والقصاص في شرع اليهود حتماً، وخيرت هذه الأمة بين القصاص والدية، فذلك التخفيف ". (٧)
(١) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٣٥٨ (٢) أخرجه أحمد في المسند، ح (٩٠٨٠) (٣) أخرجه الترمذي في جامعه، باب ما جاء في صفة أهل الجنة، ح (٢٥٤٦) (٤) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٣٤٥ (٥) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ١٤١ (٦) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ١٤٩ - ٣٢٣ - ٢:٥٨ (٧) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ١٧٤