١٣ ـ أنهم خير أمة في اللوح المحفوظ، قال تعالى:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}[آل عمران:١١٠]، قال السمعاني:" أراد به: كنتم خير أمة في اللوح المحفوظ، وقيل: أراد به: صرتم خير أمة إذا آمنتم ". (١)
١٤ ـ ونقل السمعاني عن كعب الأحبار في فضيلة هذه الأمة قوله:" أُعطيت هذه الأمة ثلاثاً، لم يُعط أحد من الأمم: قال الله تعالى لكل نبي من الأنبياء السالفة، أنت شاهد على أمتك، وقال لهذه الأمة: أنتم الشهداء على الأمم، وقال تعالى لكل نبي: ما عليك في الدين من حرج، وقال لهذه الأمة:{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}[الحج:٧٨]، وقال لكل نبي: ادع استجب لك، وقال لهذه الأمة:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر:٦٠] ". (٢)
إذن: فهذه الأمة المحمدية، خصائصها، ومزاياها، كثيرة جداً، امتن الله تعالى بها عليها، ورفع من شأنها، وأعلى مقامها، وأعطاها ما لم يُعط من الأمم غيرها؛ تكرمة لبنيها ـ عليه الصلاة والسلام ـ، وزيادة في شرفه، قال القسطلاني:" وتفصيل فضلها وخصائصها، يستدعي سفراً، بل أسفاراً، وذلك فضل الله يؤتيه الله من يشاء، والله ذو الفضل العظيم". (٣)
(١) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٣٤٨ (٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٢٨ (٣) القسطلاني: المواهب اللدنية: ٢/ ٤٢٥