واستدل له بكثير من دلائل القرآن الكريم، والسنة المطهرة، قال تعالى:{يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}[الانشقاق:٦]، قال قتادة: أي: فملاق عملك من خير وشر، ثم قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق:٧ - ٨]، أي: هيناً، وقيل في اليسير: هو أن يقبل الحسنات، وتجاوز عن السيئات، ثم قال:{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ}[الانشقاق:١٠]، قال مجاهد: يخلع يده اليمنى، ويجعل يده اليسرى وراء ظهره، فيوضع كتابه فيها، وقال الكلبي: تُغل يده اليمنى، ويوضع كتابه في شماله وراء ظهره. (١)
وقال تعالى:{وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ}[التكوير:١٠]، يقول السمعاني:" يعني على الخلائق، فمنهم من يُعطى بيمينه، ومنهم من يُعطى بشماله "(٢)، وقال تعالى:{هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[الجاثية:٢٩]، أي: يُظهر ما عملتم بالحق. (٣)
٤ ـ وأجمع العلماء على أن الصراط حق، وهو جسر ممدود على جهنم، يجوز عليه العباد بقدر أعمالهم، وأنهم يتفاوتون بالإبطاء والسرعة على قدر ذلك. (٤)
(١) السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ٨٨ - ٩٠ (٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ١٦٨ (٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ١٤٤ (٤) ابن القطان: الإقناع: ١/ ٥٥