وقال الإمام الشافعي:" من حلف باسم من أسماء الله فحنث، فعليه الكفارة؛ لأن اسم الله غير مخلوق "(١)، وقول الجهمية ضلال، ووجهه ما يلي: قال تعالى: " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا "(النساء ٣٦)، ومن أعظم الشرك أن يُقال: إن العبادة لاسمه، واسمه مخلوق، وقد أمر بالعبادة للمخلوق " (٢)، ولذا قال الإمام عثمان بن سعيد (٣) في نقضه لمفتريات بشر المريسي (٤)، " ففي هذه الدعوى، استجهال الخالق، إذ كان بزعمه هملاً لا يُدرى ما اسمه، وماهو، وما صفته " (٥).
٤ ـ مذهب أهل السنة عموماً، مخالف لمذهب الجهمية والمعتزلة، وذلك أنهم يؤمنون بأن الله الذي سمى نفسه بأسمائه الحسنى، وتكلم بها حقيقة، وهي غير مخلوقة، وليست من وضع البشر " (٦). واستدلوا لذلك بأدلة، سردها اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٧)، منها:
١ ـ قول النبي صلى الله عليه وسلم:" ما أصاب عبداً قط هم ولا غم ولا حزن فقال: اللهم أني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك ... أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك ... "(٨)
(١) الذهبي: سير أعلام النبلاء: ٨/ ٢٤٢، السُّبكي: طبقات الشافعية الكبرى: ٣/ ٣٠٣ (٢) اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة: دار طيبة، السعودية، ط ٨، ١٤٢٣ هـ (٢/ ٢٣٠) (٣) عثمان بن سعيد الدارمي، (٢٠٠ هـ ـ ت ٢٨٠ هـ)، محدث هراة، له تصانيف في الرد على الجهمية. الزركلي: الأعلام: ٤/ ٢٠٥ (٤) بشر المريسي، فقيه، معتزلي، عارف بالفلسفة، رُمي بالزندقة، قال برأي الجهمية، من أهل بغداد، توفي سنة ٢١٨ هـ. الزركلي: الأعلام: ٢/ ٥٥. (٥) الدارمي: نقض الإمام عثمان بن سعيد على المريسي: مكتبة الرشد، ط ١،١٤١٨ هـ (١/ ١٥٩) (٦) محمد التميمي: معتقد أهل السنة في أسماء الله تعالى: أضواء السلف، الرياض، ط ١، ١٤٢٩ هـ (٢٦٦). (٧) اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة: ٢/ ٢٣٠، وأشار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم لبعضها. (٨) أخرجه أحمد في المسند، في مسند عبدالله بن مسعود، ح (٣٧١٢)، انظر: ابن القيم: شفاء العليل: ٢٧٦