للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{ذَلِكَ خَيْرٌ} أي: خير لصاحبه.

وقيل: {ذَلِكَ} إشارة إلى لباس التقوى.

وقيل: إشارة إلى جميع ما تقدم.

وقيل: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ} الحياء.

وقيل: الدرع والمغفر والساعدان (١).

ومن قرأ {وَلِبَاسُ} بالرفع (٢): جاز أن يكون ذلك فصلاً وعماداً (٣)، وجاز أن يكون بدلاً، وجاز أن يكون مبتدأ.

وذكر بعض المفسرين: أن جماعة من المشركين كانوا يتعبدون بالتعري وخلع الثياب في الطواف بالبيت، فأنزل الله هذه الآية (٤).

{ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ} أي: من فرائضه التي أوجبها بآياته، يريد ستر العورة.

{لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (٢٦)} يتعظون.

وذهب (٥) بعضهم إلى أنه ليس في الآية ما يدل على وجوب ستر العورة.

{يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ} لا يضلنكم بإبداء العورة في الطواف، والمعنى (٦): لا تفتتنوا بفتنته.

{كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ} أي: تسبب إلى خروجهما {مِنَ الْجَنَّةِ}، وتقديره: فتنة مثل فتنة أبويكم.

{يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا} مجاهد: نزع عنهما لباس التقوى (٧).

غيره: لباسهما: ما سبق ذكره.

{لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا} فروجهما.

مجاهد: معصيتهما حين خرجا من أمر الله (٨).

{إِنَّهُ} إبليس {يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ} جنوده، من قوله {وَجُنُودُ إِبْلِيسَ} [الشعراء: ٩٥].


(١) قال البغوي ٢/ ٩٧: (قال زيد بن علي: لباس التقوى: الآلات التي يُتَّقى بها في الحرب، كالدرع والمغفر والساعد والساقين).
(٢) قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر والكسائي (ولباسَ) نصب، وقرأ باقي العشرة (ولباسُ) بالرفع. انظر: «المبسوط» لابن مهران (ص ١٨٠).
(٣) سمي بذلك لأنه يعتمد عليه في الفصل بين خبر المبتدأ والنعت، فيأتي ضمير الفصل أو العماد ليبين أن ما بعد المبتدأ هو الخبر لا التابع. انظر: «المعجم المفصل في النحو العربي» (ص ٦٩٧).
(٤) انظر: «النكت» للماوردي ٢/ ٢١٣، و «الوسيط» للواحدي ٢/ ٢٥٨ - ٣٥٩.
(٥) في (ب): (وذكر بعضهم).
(٦) سقطت كلمة (والمعنى) من (أ).
(٧) أخرجه الطبري ١٠/ ١٣٤، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٦٠.
(٨) لعل الكرماني نقله عن الماوردي ٢/ ٢١٥، وقد قال الماوردي: هو معنى قول مجاهد، ولم يقل إنه قوله، وذلك أن مجاهد كان يرى أن اللباس هو لباس التقوى كما سبق.

<<  <   >  >>