والثاني: أنَّها الصيحة التي تقوم (٥) عندها القيامة ويموت الخلق.
وقيل:{الْحَاقَّةُ} الكلمة التي حقّت، من قوله تعالى:{حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ}، ... [يونس: ٣٣] في مواضع , وهي: كلمةُ العذاب الواجب بوعيدِ الله.
والجمهور على القول الأول (٦).
واختلفوا في لفظها.
وقيل: هو مصدر كالكاذبة والعافية (٧).
والجمهور على أنَّها اسم الفاعل، وفيها خمسة أقوال:
(١) وهو اسمها وبه سُمِّيت في المصاحف وكتب السُّنة والتفسير، وسُمِّيت لوقوع كلمة {الْحَاقَّةُ (١)}، في أولها، ولم تقع في غيرها من سور القرآن، كما تسمى بسورة السلسلة لقوله تعالى: {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (٣٢)}. [انظر: بصائر ذوي التمييز (١/ ٤٧٨)، التحرير والتنوير (٢٩/ ١١٠)]. (٢) " اثنان وخمسون آية " ساقطة من (ب). (٣) عندَّ أهل العدِّ عد البصري والشامي، ففي عددهم إحدى وخمسون آية. [انظر: البيان؛ للداني (ص: ٢٥٣)، بصائر ذوي التمييز (١/ ٤٧٨)، المحرر الوجيز في عدِّ آي الكتاب العزيز (ص: ١٦٩)]. (٤) وقد حكى الإجماع فيها أيضاً ابن عطية في المحرر الوجيز (٥/ ٣٥٦)، وابن الجوزي في زاد المسير (٨/ ١٠٦). (٥) في (أ) " أي تقوم ". (٦) انظر: معاني القرآن؛ للفراء (٣/ ١٧٩)، جامع البيان (٢٩/ ٤٧)، النُّكت والعيون (٦/ ٧٥). (٧) في (أ) " والعاقبة ".