ورواه بنحوه المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله، قاله الحافظ الذهبي -رحمه الله تعالى-، قال: وله طرق (١).
وعن العباس بن عبد المطلب ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال:"بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة والعرش بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله ﷾ فوق ذلك، وليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم"(٢)، أخرجه أبو داود وغيره.
الشرح:
مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
أن غاية التوحيد: أن يجل العبد ربه، ويعظمه غاية التعظيم؛ لاسيما ما يدل على علوه المطلق. فجعله المصنف مسك الختام لكتاب التوحيد.
قوله: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ أي: أن المشركين ما عظموا الله ﷿ حق تعظيمه. قوله: ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ جملة حالية تدل على عظمة الرب، حيث أن فمن هذه صفته، وقدرته، حقه التقدير، والتعظيم، والإجلال.
قوله: ﴿وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ كما قال في الآية الأخرى: ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٤].
قوله: ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ أي: تنزيهاً له عما وقع من
(١) العلو للعلي الغفار (ص: ٤٦). (٢) أخرجه أبو داود في كتاب السنة أبواب تفسير القرآن، باب في الجهمية برقم (٤٧٢٣) والترمذي ت شاكر في أبواب تفسير القرآن، باب ومن سورة الحاقة برقم (٣٣٢٠) وابن ماجه في افتتاح الكتاب في الإيمان وفضائل الصحابة والعلم، باب فيما أنكرت الجهمية برقم (١٩٣) وأحمد ط الرسالة برقم (١٧٧٠) وضعفه الألباني.